١٠‏/٠٩‏/٢٠٠٨

ولنا ملاحظة: خرجنا من اليك‏!‏

أخذنا مباراة الكونغو بجدية‏,‏ ولعبنا بجدية وتركيز وتنظيم ففزنا‏..‏ بينما كانت مباراتنا أمام منتخب السودان مليئة بالاستهتار ومحشوة بالتعالي والغرور والهزار‏,‏ مقابل أداء جيد ومنظم من الفريق السوداني الشقيق‏,‏ فكانت هزيمة مخجلة ومشينة ظلت لايام حديثا للشارع العربي‏..‏وسوف تظل تلك مشكلة اللاعب المصري والفريق المصري والمصنع المصري والشارع المصري‏.‏ المشكلة هي الاسترخاء والاستهتار والتعالي والنوم في العسل يوميا‏,‏ والاستيقاظ ساعة المشكلة هي جملة المعدن المصري الذي يظهر وقت الشدة‏,‏ فهو وراء أزمات وهزائم وخسائر وكوارث لاننا نتكيء علي المعدن الذي ينتظر شدة أو مصيبة كي يظهر‏,‏ مع أن الحياة اليومية عند الدول المتقدمة أو التي ترغب في التقدم عبارة عن شدة‏..‏ولكن يؤسفني أن تلك هي القاعدة في مصر‏..‏ فتغرق عبارة‏,‏ لنراجع صلاحية كل العبارات‏,‏ ويخرج قطار عن طريقه‏,‏ فنصلح كل الطرق‏,‏ ويحترق مبني أثري فنتذكر طفاية الحريق‏.‏ ونخسر من السودان فنتحفز للكونغو‏..‏ ونهزم الكونغو فنقيم حفلة وليلة من ليالي الملاح لأننا تصدرنا مجموعة تافهة‏..‏ مع أننا نحن الذين وضعنا أنفسنا في خانة اليك التي يعرفها لاعبو الطاولة جيدا‏..!‏بالمناسبة هذا رأي الناس‏..‏ كل الناس في الشارع‏..‏ وهم أصدق ميزان‏,‏ وهم لايصدقون الهيصة التي تفتعلها الصحف والبرامج‏..‏ فالناس تعرف قيمة الفوز بصدارة مجموعة تضم تونس والكاميرون وكوت ديفوار‏,‏ وتدير ظهرها لصدارة مجموعة تضم جيبوتي ومالاوي والكونغو‏!‏من زمان المبالغة أصبحت مرضا إعلاميا‏,‏ لكن الشماتة جديدة‏,‏ وربما يكون لحسن شحاتة غرماء‏,‏ وربما يراه البعض محظوظا ومبخوتا‏,‏ لكن عليهم أن يتذكروا أنه بطل الامم الافريقية مرتين علي التوالي فيما يساوي المعجزة‏,‏ وأن المنتخب لعب أفضل كرة قدم في تاريخه ومنذ أيام الخديو عباس حلمي الثاني‏..‏ قلنا هذا ألف مرة‏..‏ لكني أقول لحسن شحاتة دع من يكرهوك يكرهوك‏,‏ودعنا من حكاية الشعور بالاضطهاد‏,‏ فعندما نخسر من السودان بأربعة أهداف لاتتوقع لاحد ان يبتلع تلك الهزيمة ولاتنتظر أن يكتب لك انسان‏:‏ ابتسم عند الهزيمة وخليك متفائل وسعيد‏..‏ لأ كده ممكن نموت من الضحك‏!‏؟‏!‏
--
مقالة أهرام 10-9-2008 بقلم حسن المستكاوي

ليست هناك تعليقات: